من لم يشاهد هذا التركيب البدائي المضطرب لصور الفيديو، سيئة النوعية وبذيئة المحتوى المسمى "براءة المسلمين"' قد يعتقد أنه أمام فيلم حقيقي، لكنه سرعان ما يكتشف أنه أمام "سلة قاذورات" في أحسن الأحوال.
اما التركيبة الشيطانية التي أدت إلى هذه الهجمة الجديدة اليائسة على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم فهي أولا: شخصيات قبطية معزولة ومنبوذة من الأغلبية الساحقة من الأقباط داخل مصر وخارجها وعلى رأسهم موريس صادق الذي يبدو أنه أصيب بلوثة عقلية بعد أن قررت محكمة مصرية مؤخرا إسقاط الجنسية عنه بسبب دعوته إلى تقسيم مصر بين المسلمين والأقباط.
وتنظيمه مظاهرة دعت إسرائيل إلى غزو مصر لإنقاذ الأقباط من الاضطهاد. . وما إلى ذلك من مواقف يصعب التصديق أنها تصدر عن إنسان عاقل.
وثانيا: القس تيري جونز ومن ورائه فصيل مسيحي موتور يحمل الإسلام والمسلمين جميعا مسؤولية هجمات سبتمبر، وهو قرر أن يقيم محاكمة دولية للرسول في الذكرى الحادية عشرة للهجمات، وظهر على موقعه في الانترنت وهو يقرأ الاتهامات، التي أقل ما توصف به أنها "ترهات".
وأخيرا (مخرج) إسرائيلي- أمريكي مشبوه، يقال إنه يعمل في مقاولات المباني، ومن الواضح أنه لاعلاقة له بالإخراج بسبب ما يحفل به هذا (التركيب البائس) من سقطات تجعله أقرب إلى (النكتة)، ولكنها نكتة سمجة تثير الاشمئزاز والقرف بدلاً من الضحك.
يقول د. حسن الشافعي رئيس المكتب الفني بمشيخة الأزهر ورئيس اتحاد المجامع اللغوية: إن تكرار الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى وجود الحقد والتعصب الأعمى عند البعض الذي يقف وراء ذلك، والجهل والتجاوز لمن يسمح لهم بذلك.
فإن مشاعر مليار ونصف مليار مسلم لا يمكن أن تسكت على هذا الاعتداء على أكبر مقدساتها التي تفتديها بكل غالي ورخيص، ولا يمكن لأحد أن يضع حدودا لمشاعرها الغاضبة.
ويضيف: "أقام صلى الله عليه وسلم دعوة انتشلت الناس من وهدة التخلف والهمجية إلى قمة الرقي والإنسانية وأضاء للبشرية مشاعل النور والفكر والتقدم لجميع البشر، جاء عليه الصلاة والسلام بالتوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لله رب العالمين.
والإيمان بالرسل جميعا دون تفرقة ولا تمييز، والاحترام الكامل لهم وإجلالهم وتوقيرهم وتنزيههم، والإيمان بالكتب السماوية لإتمام مكارم الأخلاق، وحرية العقيدة والعبادة واحترام أماكن العبادة وحمايتها، وحرية الرأي والتعبير والمساواة الإنسانية العامة والعدل والكرامة والتكافل والتعاون والحرية لجميع البشر.
وإقرار حقوق الإنسان قبل أن يعرف الناس ما هي حقوق الإنسان، بل اعتبر الإسلام الدم والعرض والمال لهم حرمة لا تُمس ولا يعتدي عليها".
"إننا نرفض الإساءة لرسول الله صلى الله علية وسلم ولجميع الأنبياء والرسل ونستنكر هذه الجريمة الشنعاء، ونطالب بالتجريم القانوني لكل من يعتدي على المقدسات، وإلا فستظل مثل هذه الأفعال سببا في تكريس كراهية المسلمين للغرب ولأمريكا على وجه الخصوص، لانتهاك حرمة مقدساتهم ونطالب تقديم من قام بذلك إلى المحاكمة العاجلة".
ويلفت د. الشافعي إلى أن هذا التجاوز والاعتداء على المقدسات لا يقع تحت حرية الرأي والفكر "لكنه جريمة واعتداء على مقدسات المسلمين، ولا يجوز السكوت عليه من الدول التي خرجت منها تلك الإساءة، وهو أيضا يضر بمصالح تلك الدول عند شعوب العالم الإسلامي".
وأشار إلى أن الغرب قد سن قانونا يعاقب من ينكر محرقة هتلر لليهود أو يشكك في عدد ضحاياها، وهو موضوع تاريخي بحت ليس من العقائد المقدسة، موضحاً أن "من حق شعوب العالم الإسلامي وحكوماتهم أن تستنكر بكل الوسائل السلمية والقانونية هذا التجاوز وتتخذ الإجراءات المناسبة لعدم تكراره".
وأكد د. الشافعي رفضه منهج العنف وإراقة الدماء، الذي تسببت فيه تلك الإساءة وتهاون بعض الدول تجاهها، حيث لم تتحرك إلا بعد رد فعل العالم الإسلامي، وكان مفروضا عليها أن يكون موقفها سابقا وإجراءاتها واضحة خاصة وأن الإعداد لهذه الإساءة يتم تحت سمعها وبصرها منذ عدة شهور، ودائما الوقاية خير من العلاج.
ودعا المسلمين للتمسك بقرآنهم وتطبيقه والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم "فهذه أنجع وسيلة للدعوة إليه بلسان الحال والقدوة الحسنة خاصة وأن هذه الإساءة تأتي في وقت تحاول فيه الشعوب أن تتعامل باحترام متبادل فهؤلاء الذين يسيئون إلى المقدسات يريدون تسميم هذه العلاقات وقطع الطريق على تكامل الحضارات وزرع الفتنة بين الشعوب".
الكاتب: عبد الرحمن هاشم
المصدر: موقع المستشار